احمي حاسوبك من الهجمات الإلكترونية

في الآونة الأخيرة، شهد العالم بزوغ حروب إلكترونية فتاكة، لم تقتصر على كبرى الشركات والبنوك وإنما أيضا على المستشفيات والجامعات وكذلك الأفراد. و هذه الحروب أقوى من حروب الأسلحة و المدرعات، فهي أقل تكلفة و أكبر مغنما، و قد تكون ذات دوافع سياسية و أخرى اقتصادية. و قد اتجهت الدول المتقدمة نحو التسلح الإلكتروني و ذلك بتطوير برمجيات تمكنها من امتلاك قدرات هجومية و أخرى دفاعية للتصدي لأي شكل من أشكال هذه الهجمات.




و من بين هذه الحروب الإلكترونية ما يطلق عليه "هجوم طلب الفدية" الذي اجتاح العالم مؤخرا، و كأشهر مثال له نذكر هجوم "واناكري" الذي استهدف أكثر من مئتي ضحية في أكثر من 150 دولة، و انتشاره راجع لاستخدامه خاصية "الدودة الإلكترونية". فهذا الفيروس أصاب مصانع السيارات مثل شركة رينو و نيسان، و أضر بعدد من المستشفيات و المدارس و الجامعات في كل من أوروبا و آسيا.

وفيروس "واناكري" مثل بقية الفيروسات يستهدف المستخدمين عبر رسائل البريد الإلكتروني المخادعة و المرفوقة بملفات للتحميل تمكن من اختراق الحاسوب بسهولة، كما يمكن التعرض للفيروس عبر تصفح المواقع المخترقة أو الإنضمام لشبكات الأنترنيت المصابة. كما أن مجرمي الأنترنيت غالبا ما يستهدفون نظام ويندوز الأكثر استخداما حول العالم ليوفر لهم أكبر عدد من الضحايا. و هجمات طلب الفدية تعمل على تشفير حاسوب الضحية مقابل مبلغ مالي لفك التشفير مرة أخرى، و لا يكون أمام الضحية أي خيار، إما أن يدفع الفدية و إما أن يفقد كافة ملفاته، و بعد دفعه للمال، و الذي يتم غالبا بعملة البتكوين الرقمية التي لا يمكن تتبع مسارها، قد يتمكن من استرجاع ملفاته و قد لا يتمكن من ذلك و في هذه الحالة لا يمكنه المطالبة باسترجاع ماله.

و تبقى الوقاية من الإصابة بمثل هذه الفيروسات الحل الأمثل، و ذلك بتفادي الرسائل الإلكترونية المشبوهة و عدم تحميل المرفقات التي تأتي معها، كذلك يجب التحديث المستمر لنظام التشغيل و لبرنامج مكافحة الفيروسات، كما يجب تفادي الخطأ الشائع الذي يقع فيه عدد كبير من المستخدمين و هو استعمال عدة برامج لمكافحة الفيروسات في آن واحد لتقوية الحماية، و العكس هو الذي يحدث، فتصبح هذه البرامج في صراع فيما بينها مما يؤدي إلى تكون ثغرات في حاسوب المستخدم، و لابد من عمل نسخ احتياطية لملفاتك على أساس يومي أو أسبوعي بالموازاة مع ذلك.